وحْدَكِ, مُلهِمتي, أقمتِ في الضفة الأخرى من القلب. حفرتِ مجرًى لك وحدكِ, فيه الحُروفُ تجري إليكِ و تَخُطّين في النفس مجدكِ. لا معنى يُشبعني إلا ما تَبْعَثينه, و لا مَبنى يُغْويني إلا ما تُشيّدينه, و لا مَغْنى يَطيبُ لي إلا ما تُنْشِدينَه..
فلتعتذري للقلب عن سفر سريع إلى البعيد, عن معنًى يتَّمتهِ و أنتِ تُحَلّقين إلى خُلْدِكِ. فأنتِ تسرقين شعوري عندما أكتب ولا تُراعين حقوق الملكية الشعورية.. هل شئتِ أن تُأجِّجي حروفي و تَنْثُرينَ شظاياها فيَّ..؟ هل شئتِ أن أعتنق الفراغ كي تُبعَثي في نفسي حيّة..؟ لَمْ أكتُبْ بَعدُ قصيدتي الأخيرة كي يَحينَ الوداع, كي أُهيّئ نفسي للمراثي. لَمْ أٌنهي بعدُ رحلتي التي بدأْتُها بعد أن حرَّرتِ سؤالكِ من غموضِه كي تَعِدِي الحُبّ بنهاية وردية.
لَمْ تعودي بما يكفي من حيث خرجتِ و لَمْ يأخذ قلبي من الجلاّد حقوق الضحية. فلِمَ تستعجلين الغياب و أنتِ السؤال, و أنتِ الجواب, و أنتِ القضية..؟
صدّقتُكِ دائما و لَمْ أٌراجع كُتبي, و أسلمت روحي إلى جمرة قصيدةٍ تعبَثُ بيّ, و لَمْ أُجرّب أن أسألَها عن حدود التقاطُع بين فاكهة المعنى و بين اختفائِكِ عني بلا سبب. لم أُولَدْ لأسأل من أُصَدّقُهم, لكن احترازي تأخر, و أنتِ لم تقولي أنك تُسرِجين الكلام على صهوة الغامض و تردعينه عن فضح الهشاشة. حسبتُكِ أجْرَأ على يومك الأخير و على بياضٍ أتاكِ يوماً بعد نبض أخير.
تقولين: عقَدتُ حِلفاً مع الموتِ, و اتفَقنا على التفاصيل, و تعاهدنا على أن لا ننْكُث.
أقول لكِ : هل تُصدّقين الخلود..؟
تُجيبين : لا أطلب الأبدية.. لكني أعرف أن قليلا آخر من الحياة يكفيني كي يتحلّل الموتُ من الميثاق و كي أُحرّر نفسي من لعبة الانتصار عليه..
هل هزّكِ الحنين إلى البياض, إذن, يا مُلهمتي : ذلك البياض الذي زُرتِه في العالم الآخر قبل أن تتوبي إلى الشعر..؟
صدّقتُكِ طويلاً فأخطأتُ طريق الحقيقة. أُدرك الآن كم كان عليَّ أن أسألَكِ حين يئِنّ صمتُكِ من صَمْتِه و يتهيّجُ صوتُكِ. هل كنتِ تَحْتَرِفين البُكاءَ اللا مرئيّ و تدُسّينَ حَرْقَتَهُ في الدّعابة..؟ هل كان الهَشُّ فيكِ يَعْلُوكِ فتستٌرينَه بالبلاغة أو تَدْثُرينَه بالسُّبابة..؟ كم من سؤال مرَّ بي فأجّلتُه لأحترم الخجل في عينيكِ. و كان عليّ أن أسأل حروفي عمّا يُضْمر المعني من صاحبه الآخر الذي أرهقَه شِعرُكِ.
لَمْ تقولي لي إنك ضَجرْتِ من الوجود و ضاق بكِ المَدَى الصّغير الذي يَحُدّكِ. لَمْ تقولي لي إنك تُهّيئين لي القصيدة الأخيرة للوداع و تُمَدِّدينَ السحريّ الغامض فيكِ حينَ الحنينُ إلى اللا مرئيّ يَشُدُّكِ. و لَمْ تَعِديني بالهروب من الباب الخفيّ في ذروة مَجْدكِ. فما الذي أستطيع أن أكتب الآن على شاهد قبرِكِ..؟
صدّقتُ فأخطأتُ, و أنا الآن أدركتُ أن القصيدة كانت مِدفأة لصدركِ : مأواكِ و منفاكِ و مَخْفاكِ الذي فيه تَدفُنين سِرّكِ. و كان علي أن أدخل حانة من حانات كلامك و أشرب نبيذ حروفكِ رافعا نخبكِ..
صَدَقْتِ: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
نعم يا مُلهِمتي : أن أكتُب شِعرَكِ..
فلتعتذري للقلب عن سفر سريع إلى البعيد, عن معنًى يتَّمتهِ و أنتِ تُحَلّقين إلى خُلْدِكِ. فأنتِ تسرقين شعوري عندما أكتب ولا تُراعين حقوق الملكية الشعورية.. هل شئتِ أن تُأجِّجي حروفي و تَنْثُرينَ شظاياها فيَّ..؟ هل شئتِ أن أعتنق الفراغ كي تُبعَثي في نفسي حيّة..؟ لَمْ أكتُبْ بَعدُ قصيدتي الأخيرة كي يَحينَ الوداع, كي أُهيّئ نفسي للمراثي. لَمْ أٌنهي بعدُ رحلتي التي بدأْتُها بعد أن حرَّرتِ سؤالكِ من غموضِه كي تَعِدِي الحُبّ بنهاية وردية.
لَمْ تعودي بما يكفي من حيث خرجتِ و لَمْ يأخذ قلبي من الجلاّد حقوق الضحية. فلِمَ تستعجلين الغياب و أنتِ السؤال, و أنتِ الجواب, و أنتِ القضية..؟
صدّقتُكِ دائما و لَمْ أٌراجع كُتبي, و أسلمت روحي إلى جمرة قصيدةٍ تعبَثُ بيّ, و لَمْ أُجرّب أن أسألَها عن حدود التقاطُع بين فاكهة المعنى و بين اختفائِكِ عني بلا سبب. لم أُولَدْ لأسأل من أُصَدّقُهم, لكن احترازي تأخر, و أنتِ لم تقولي أنك تُسرِجين الكلام على صهوة الغامض و تردعينه عن فضح الهشاشة. حسبتُكِ أجْرَأ على يومك الأخير و على بياضٍ أتاكِ يوماً بعد نبض أخير.
تقولين: عقَدتُ حِلفاً مع الموتِ, و اتفَقنا على التفاصيل, و تعاهدنا على أن لا ننْكُث.
أقول لكِ : هل تُصدّقين الخلود..؟
تُجيبين : لا أطلب الأبدية.. لكني أعرف أن قليلا آخر من الحياة يكفيني كي يتحلّل الموتُ من الميثاق و كي أُحرّر نفسي من لعبة الانتصار عليه..
هل هزّكِ الحنين إلى البياض, إذن, يا مُلهمتي : ذلك البياض الذي زُرتِه في العالم الآخر قبل أن تتوبي إلى الشعر..؟
صدّقتُكِ طويلاً فأخطأتُ طريق الحقيقة. أُدرك الآن كم كان عليَّ أن أسألَكِ حين يئِنّ صمتُكِ من صَمْتِه و يتهيّجُ صوتُكِ. هل كنتِ تَحْتَرِفين البُكاءَ اللا مرئيّ و تدُسّينَ حَرْقَتَهُ في الدّعابة..؟ هل كان الهَشُّ فيكِ يَعْلُوكِ فتستٌرينَه بالبلاغة أو تَدْثُرينَه بالسُّبابة..؟ كم من سؤال مرَّ بي فأجّلتُه لأحترم الخجل في عينيكِ. و كان عليّ أن أسأل حروفي عمّا يُضْمر المعني من صاحبه الآخر الذي أرهقَه شِعرُكِ.
لَمْ تقولي لي إنك ضَجرْتِ من الوجود و ضاق بكِ المَدَى الصّغير الذي يَحُدّكِ. لَمْ تقولي لي إنك تُهّيئين لي القصيدة الأخيرة للوداع و تُمَدِّدينَ السحريّ الغامض فيكِ حينَ الحنينُ إلى اللا مرئيّ يَشُدُّكِ. و لَمْ تَعِديني بالهروب من الباب الخفيّ في ذروة مَجْدكِ. فما الذي أستطيع أن أكتب الآن على شاهد قبرِكِ..؟
صدّقتُ فأخطأتُ, و أنا الآن أدركتُ أن القصيدة كانت مِدفأة لصدركِ : مأواكِ و منفاكِ و مَخْفاكِ الذي فيه تَدفُنين سِرّكِ. و كان علي أن أدخل حانة من حانات كلامك و أشرب نبيذ حروفكِ رافعا نخبكِ..
صَدَقْتِ: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
نعم يا مُلهِمتي : أن أكتُب شِعرَكِ..